«نحن إخوة».. نداء فيسكو وحفيز لخفض التوتر بين الجزائر وفرنسا
أطلق عميد جامع باريس الكبير، شمس الدين حفيز، ورئيس أساقفة الجزائر، جان بول فيسكو، نداءً مشتركاً نشرته صحيفة لوموند الفرنسية اليوم الأحد 24 أوت، دعوا فيه إلى خفض التوترات الدبلوماسية بين الجزائر وباريس، مؤكدَين أن شعبي البلدين «لا يجب أن يكونا ضحايا جانبية للأزمة».
وجاء في نص النداء: «أمام الأزمة الخطيرة التي تُعكّر العلاقات بين فرنسا والجزائر اليوم، نشعر بواجب رفع الصوت عالياً، لنقول ما يجمعنا: نحن إخوة». وأوضحا أن هذه الأخوّة ليست شعاراً بل تجربة حيّة مستمدة من التاريخ والانتماء الديني والثقافي، وأن الاختلاف «ليس مشكلة بل فرصة» تعزز الحوار والتعايش.
"على خطى القديس أوغسطين، الإفريقي المتجذّر في الجزائر القديمة والكوني بفكره، نريد أن نُظهر أن الهوية ليست كتلة مغلقة، بل واقع حي، دائم التفاعل. لذلك نرفض أن نُعتبر غرباء في أي من البلدين. نحن نمارس مسؤولياتنا في أوطان ليست أوطاننا الأصلية، لكننا نحبها حباً صادقاً." يلفت الرجلين في ندائهما.
ليضيفا أنهما أيضا إخوة في الإنسانية. "ما يزال الأمير عبد القادر شاهداً مضيئاً على ذلك: قائد عسكري وصوفي، وحامٍ للأسرى، مذكّراً بأن الإيمان صادق عندما يُترجم إلى كرم وضيافة وكرامة للآخر. أن نكون إخوة في الإنسانية يعني أن نرفض كل حدود تحبس الأخوّة في العِرق أو الدين أو الوطن. يعني أن نختار عيشها كدعوة كونية، هشة وصعبة في آن واحد."
الطرفان شددا على أن الهوية ليست «كتلة مغلقة»، بل واقع حي متفاعل، مستشهدين بالقديس أوغسطين والأمير عبد القادر كنماذج تجسّد البعد الكوني والإنساني للإيمان. وأكدا أن المصالحة بين البلدين ممكنة إذا قيلت الحقيقة التاريخية «بلا إذلال»، وأن الوقت لم يفت بعد لبناء مستقبل أكثر هدوءاً.
وفي ختام ندائهما، شددا على أن الدعوة إلى السلام «ليست خياراً وعظياً»، بل «مسؤولية سياسية وروحية وإنسانية»، مؤكدين أن الأخوّة، المتجذرة في التقاليد الدينية وفي شعار الجمهورية الفرنسية، وحدها قادرة على رسم مستقبل مشترك قائم على الاحترام والتنوع.


